هناك فرق كبير لا يدركه ملايين البشر بين أن يحافظ الإنسان على صحته، وألا يكون مريضا، بمعنى أن عدم المرض لا يعنى إن الإنسان يتمتع بصحة جيدة، هذا ما يؤكده العلماء ــ الجسم السليم فى ــ الغذاء السليم ــ وعلاج الجسم من خلال أسلوب غذائى صحيح يعتبر أكبر صيحة علمية فى عالم الصحة.
كيف نصل إلى هذا الجسم السليم، ما هى النظرية العلمية التى منحت مكتشفيها جائزة نوبل فى ثلاثينيات القرن الماضى الذى اكتشف فيه أن قلوية الدم تحمى الإنسان من شبح مرض السرطان؟ ما معنى أهمية الحفاظ على قلوية الدم، ومحاربة حمضيته؟ وما هى الأطعمة الصحية؟ وما هى الأطعمة الضارة؟ أسئلة متشابكة تجيب عليها إيناس حافظ استشارى التغذية الحياتية..تقول أن سبب ظهور الخلايا السرطانية فى جسم الإنسان، هو نمو وانتشار الخلية السرطانية وترعرعها فى الدم الحمضى، وبمجرد تحويل هذا الوسط إلى وسط قلوى غنى بالأكسجين فإن الخلية السرطانية لا تستطيع مقاومة هذا الوسط فتموت فيه وتذوب وتتحلل ويقذف بها خارج الجسم، وهذا ما أثبته شفاء كثير من الحالات السرطانية، مما يعنى أن حموضة الدم هى السبب الكامن وراء معظم أمراض البشر وخاصة السرطان.
ويوضح د. إيناس: إن الدم هو المصدر المائى الأساسى لكل الخلايا، وبالتالى بناء الصحة مرتبط بنوعية الدم، إذا كان قلويا أو حمضيا... ويوجد فى الجسم ثلاثة أجهزة تعمل على مدار الساعة حتى لا يزيد تركيز الحموضة فى الدم وهى الرئتين و الكلى ونظام تخزين الدم، حمضية الدم تعنى خللا فى كيمياء الدم بحيث يصبح أكثر حموضة والمصطلح العلمى لقياس درجة حموضة وقلوية الدم هىPH وينبغى أن يكون تركيز PH فى الدم ما بين 7٫1 و7٫3 درجة تقريباً والدم بطبيعته مائل للقلوية... وهذا الرقم مهم جداً، ويجب أن نبقى على قلوية الدم للحفاظ على صحة الجسم الفيزيالوجية وصحتنا النفسية، لأن الوسط الحمضى هو الوسط الذى تعيش فيه البكتيريا والفطريات والجراثيم فإذا انقلب هذا الوسط إلى قلوى ماتت وتخلص الجسم من الأمراض.
والأطعمة التى تحتوى على نسب عالية من الأحماض التى تؤدى إلى تدمير الجسم البشرى وإرهاقه وتعرضة للمرض بشكل سريع هى: اللحوم الحمراء والفراخ، والبيض، ومنتجات الألبان والجبنة، والسكر بكل أنواعه، والشوكولاته، والمعجنات، ونبات الخميرة الذى يدخل فى تحضير كل أنواع المخبوزات فالخميرة تكون نواة وبيئة خصبة لنمو الحشرات والبكتريا الضارة داخل الجسم، وكذلك الأكلات السريعة، والحليب، والزبد، والأرز الأبيض، والمنبهات كالشاى والقهوة، والكحول، والمخدرات، الأدوية الكيميائية، وأيضا التوتر، واستخدام المايكرويف، والإفراط فى التفكير، والمشاكل النفسية، انعدام الاستقرار فى العَمَل، وظروف الحياة، والأمور المالية، وقلة النشاط البدنى تساعد وترتبط بزيادة الحموضة بالدم والكلمة الدارجة التى نرددها كثيرا «دمى أتحرق» صحيحة جدا، ولا شك أن معظم أمراض البشرية كضغط الدم، والسمنة والسكر، وعسر الهضم، والقلب، والكلى، والربو، والسرطان، وآلالام العظام، والتهاب المفاصل، والحساسيات، وأيضاً التعب والخمول, والعدوى المتكررة بكل أنواعها سببها حمضية الدم.
ولذلك لابد من الحفاظ على قلوية الدم من خلال تغيير النمط الغذائى وإتباع نظام غذائى صحى مملوء بالمعادن القلوية، والأطعمة الصحية التى تساعد على قلوية الدَّم: هى كل أنواع الخضار ما عدا المشروم والذرة والبطاطس، وكل أنواع الفاكهة ولكن بكميات قليلة، ويتم تناولها فى موسم حصادها فقط، والسمك، والشاى الأخضر، والملح مهم جدا للجسم الإنسانى ولكن على أن يكون ملح البحر، والبروكلى مفيد جدا، واللوز وعين الجمل والصنوبر، والبقوليات مثل الفول، والعدس الأسود والاصفر، والارز البنى أو البسمتى، والمكرونة الغامقة اللون وليست الفاتحة، والبلح، والفاصوليا البيضاء واللوبيا والليمون (ممتاز للجسم جدا) ورغم انه حامض إلا عندما يتم تناوله يتحول إلى مادة قلوية للجسم، والنعناع، والماء، زيت الزيتون وزيت السمسم.
وتؤكد إيناس: فى كل ثانية تموت 10 ملايين خلية وتولد 10 ملايين أخرى، وأن الجلد يتغير كل 28 يوما، ويتجدد الكبد كل 6 اسابيع، والدم يتغير كل 12 أسبوعا والعظام تتغير كل أربع سنوات، والجسم البشرى يتعرض للسمنة بسبب الأكل الخطأ أو السعرات الحرارية العالية، لأن هذا الأكل يتحول إلى دهون فى الجسم والماء هو أحد المصادر التى تمد الجسم بالاكسجين، والطريقة السليمة لطهى الطعام (على البخار - فى الفرن - مسلوق - طازة) ويعد لبن الماعز هو أقرب الألبان للبن الأم.هذه هى فلسفة روبرت اويونج العلاجية المنتشرة فى الولايات المتحدة الامريكية، والحاصل على درجة الدكتوراه فى التغذية من جامعة Claypon كلية كولدج للصحة والتغذية من جامعة الابما بالولايات المتحدة، ويونج يشبه جسم الإنسان مثل (التانك الذى تعيش فيه السمكة)، فلو وضع فى هذا الإناء مواد ضارة، كسكر أو زيت أو قمامة.. لا بد أن تتعرض هذه السمكة إلى المرض والموت.. والحل ليس هو علاج السمكة بالأدوية بقدر أن يكون الحل هو تنظيف الماء داخل الأناء.
وتؤكد إيناس إذا التزم الإنسان بتناول الأطعمة الصحيحة فإن الجسم سيتخلص من الأحماض الضارة، وسيجد الإنسان ان لديه طاقة حقيقية منذ استيقاظه ولن يشعر بالأرق ليلا أو الصداع أو ألم المفاصل ولن يصاب بنزلات البرد أو القولون العصبى أو الكسل والأرق والسمنة والعصبية أو الاكتئاب وسيشعر بالراحة والسعادة ومزيد من الطاقة.